أصبحت لا أرى في عيونك صورتي..
لكأن بازاً شقها
وسطا على ومضاتها
ليعير للمدى سحنتي
أو رب ذاكرة المرايا
تسلقت نسيانها
درجات لون القمح
بين غموضها ووضوحها
نبأ يرتل في البروق وفي الرعود
وفي بهاء الليل يفترش الأماني
على نثار الكحل , يتلو رسالتي
كل النجوم تدور حول مسارها
والطيف يحمل بين ألوان الزهور
عطورها ..مطر يضاف الى السماء
فيملأ الأنهار.. والشلال ..
ويفجر الضحى من جبين حديقتي
قل للحمام الزاجل
ألا يقدم في ظنونه ريشة
فالظن داء ليس يسعفه الدواء
الطين موقدنا إذا برد الهواء
الدفء موعدنا إذا ثبت الوفاء
قل للحمام كما أقول
ألا يباعد بين مكتوبي وبين مكاتبك
مهما تباعدت المسافة
قل له ..
ألا يؤخر في البريد رسالتي
يا أيها القمر المسافر في وريد غمامتي
دع للحديقة سورها..
سكانها وبراعم ترتادها
و زهورها وطيورها القزحية وفراشها
ودع الموانئ والسواحل للرحيل
لأنها.. صُلبت على وجعٍ
يطهره الحنين ..
اترك ملامحي للشجون
ولا ترتب في الغياب مسرتي
قمر يغني ويشدو بين ضلوعي
وحرائر الأوتار بين أنامله
كوديعة رفضت تحمُّلها السماء
وأصبحت كــ وثيقة أبدية
يتباهى حين يراني مبتسما
و ينظر للنجوم
محدقا نحو السماء
أن السماء حديقة لطيوره
يتلو قصائده ..و يرسم صورتي