هل الآباء مقصرون في تربية أولادهم في عصر أصبحت فيه
المؤثرات الخارجية على شخصية الأبناء، كالفضائيات والكمبيوتر والإنترنت، والأصدقاء، المدرسة. كثيرة من حولهم . فالبيئة من حولنا فيها كثير من المخاطر والسلبيات ولهذا ينبغي أن يقف الآباء موقف أكثر إيجابية وتفاعلا في التربية و أن يتركوا كل المسؤولية على الأمهات،، ولهذا كان من الضروري احتواء البيت من كلا الطرفين وإلا ضاع الأبناء وتشتتوا.
نلاحظ البيوت التي يفقد فيها الآباء السُلطة والاهتمام بالأبناء، أو تلك التي تعاني من مشاكل وصراعات بين الزوجين تكون بيئات خصبة لانحراف الأبناء أو رسوبهم في الدراسة، فالأب إما غائب عن البيت باستمرار أو موجود ولكنه يمارس سُلطته بشكل تعسفي يلغي شخصية الأبناء، والأم مهما كانت مثالية أو على درجة عالية من التدين والثقافة إلا أنها غير قادرة على احتواء خلافات الأبناء الذكور الذين هم بحاجة إلى أب،
وهناك الكثير من الأمهات عندما تجد الأب مهملا لبيته مقصرا في واجباته فما :
يكون
منها إلا أن
- تتجاهل ذلك وتتابع عملها من باب الطيبة والصبر.
- أو تغضب وتخلق مشاكل مع الأب وتزيد الأمور تعقيداً.
- وأحياناً تكون غير مبالية.
وبعض الآباء يعتقدون أنهم يؤدون دورهم في تربية الأبناء عبر توفير المأكل والمسكن وغيرها من متطلبات الحياة وينسون الجوانب التربوية والأخلاقية التي تبني شخصية الأبناء.
بعضهم للأسف له نظرة خاطئة حول مفهوم ((القوة)) إذ يظن أن قوة الشخصية متمثلة في العنف والاستبداد وأن القسوة تصنع له هيبة أمام الأبناء مما يخلق حاجزا وسدا كبيرا بينه وبين أبنائه ويلغي فكرة الانفتاح والحوار ويصبح الرعب والخوف عند الاولاد مكان الاحساس بالامان والاستقرار العاطفي ، فتتحول شخصياتهم مستقبلاً إلى شخصيات ضعيفة فاقدة الثقة والاتزان.
موقف الرجال اللامبالي نابع من اعتقادهم أن كل ما يخص البيت من مسؤولية المرأة وهذا إرث ثقافي خاطئ بعيد.,و
أنا أعتقد أن التقصير يأتي من المرأة، فهي التي تدفع الرجل إلى إهمال الأبناء وهجر البيت فكثرة المشاحنات والمشاكل وعدم وضع الزوج في الصورة
وأيضا هناك
الصداقة بين الأب والابن فهي ضرورية جداً، كأن يلاعب ابنه، يلاطفه، فالابن يحب الألعاب التي يشاركه فيها الأب ومن خلال اللعب يكون التوجيه والنصح سهل ومرغوب وهذا أفضل من طريقة الوعظ المباشر أو الإرهاب والتهديد، ولا أقول أن يترك الأب كل وقته للأبناء فعدد الساعات مع الأبناء ليست مهمة بقدر نوع الوقت النافع الذي تقضيه مع ابنك و التقارب النفسي له دوره أيضا ولو من خلال ساعة واحدة تترك أثر إيجابي ومحبب في نفس الابن، ، أما أسلوب القوة والعنف فإنه ينفر الابن في حين الانفتاح معه وممازحته أحياناً بأسلوب محبب والسؤال عن أصدقائه، هواياته، دروسه.. ومن خلال هذه الأساليب يكسب الأب الابن
بعض الآباء يريدون أن يكون أولادهم نسخاً مكررة عنهم ويخافون من أقوال الناس ونقدهم
. ,فتجده يكيل عليه ما لذ وطاب من الشتائم والانتقادات الغير مجدية ولا تفعل شيئا سوى زيادة الأمور تعقيداً
واهتزاز شخصية الولد
فالبنت تحب أن تلقى اهتماما من أبيها أو أخيها لتحصل على هذا الإشباع بالحماية والاهتمام، ومن ناحية أخرى
والأولاد يبحثون عن القدوة بطبيعتهم ، فإذا لم تكن موجودة في المنزل فسيبحثون عنها في الخارج، والأب في بعض الأحيان ينقل مشاكل العمل إلى بيته، فينفس عن همومه وضيقه من العمل في البيت
قيصب جام غضبه على أولاده وزوجته
ويصبح البيت مشحوناً بالمشاكل ويا عالم الى اين تنتهي
المرأة الآن في عصرنا تريد ان تحمل كل شيئ بيد واحدة تتحمل كل أعباء وهموم الأولاد فهي تتسوق، وتحضر اجتماعات أولياء الأمور بالمدرسة، وتوصل الأولاد إلى الطبيب، ، وتمارس ظيفتها، وتقوم بتدريس الأولاد.. وهذا حتما سيخلق قصور في التربية لأنها منهكة ومتوترة ولا تستطيع إتقان كل هذه الأعمال في وقت واحد، وهذا سينعكس على تربية الأبناء حتما
فيا ليت لو تعترف هذه الزوجة لزوجها بهذه الاعباء وتعترف أن يداً واحدة لا تصفق وأن تمسك بيد زوجها كي يتعاونا سوياً على تربية أولادهم بما يحبان ويرضيان
هذا والذي قلته أعلاه ووصفت به الآباء إلا أن ليس كل الآباء هكذا فالأب اليوم أكثر تفهماً لولده من ذي قبل ونجد البعض يشارك زوجته في تحمل أعباء تربية الأولاد فيراقب سلوكهم وتصرفاتهم وهناك من نجدهم لا يهتم لا للزوجة ولا للأولاد ولا للبيت فلماذا تزوج إذا [center]